Start of Main Content

كيف يمكن معالجة معاداة السامية والأمركة في العالم الإسلامي

مقتطفات من حوار مع السفير أكبر أحمد، رئيس مركز ابن خلدون للدراسات الإسلامية، الجامعة الأمريكية

المتحف التذكاري للمحرقة في الولايات المتحدة الأمريكية واشنطن دي سي 22 يونيو، 2006

تقديم من طرف السيدة سارة بلومفيلد مديرة المتحف:

مرحبا بكم في المتحف. أنا سارة بلومفيلد التي يشرفني أن أكون مديرته. لدينا الليلة برنامج ممتع للغاية رغم أنه، مع الأسف، ربما يكون الوقت ضيق؛ نحن اليوم بصدد استكشاف ظاهرة معاداة السامية من وجهة نظر مفكر كبير له تجربة فريدة وحديثة. ويأتي هذا البرنامج كجزء من سلسلة الحلقات الحالية التي تحمل اسم Insights. وإذا كنتم ترغبون في معرفة المزيد حول البرنامج يمكنكم زيارة موقعنا على شبكة الأنترنت. يأتيكم هذا البرنامج من خلال شبكة الإنترنت وعن طريق هذا البث. وأشيد هنا بالجهود المميزة لمؤسسة Helena Rubinstein Foundation (هيلينا روبنستاين) في تنفيذ البرنامج. لدينا اليوم نخبة من الضيوف المميزين للغاية. لا يمكنني ذكر أسمائهم جميعا، لكنهم قادة مسلمون ويهود أتوا من كافة أنحاء الولايات المتحدة و كندا كي يكونوا معنا الليلة. يتشرف البرنامج بحضور العديد من الدبلوماسيين والأكاديميين ولفيف من كِبار المهتمين لاثراء الحوار بين الأديان. ويسعدنا أن يكون معنا الليلة نائب رئيس نيجيريا، السيد أبو بكر، وكذلك سعادة سفيري المغرب وبنجلاديش ومسئولون من البنك الدولي. مرةً أخرى مرحبا بكم جميعاً وبضيوفنا المميزين.

عند التفكير في معاداة السامية كظاهرة، نجد الكثير من الأحاديث التي دارت والمقالات التي نُشرت حولها في العالم اليوم. فهي قضية معقدة للغاية. ونحن نعلم أنها ظهرت مرتبطةً بالاديان التوحيدية، المسيحية والإسلام، كما ظهرت أيضًا في التعاليم الأخرى. تبلورت أيضًا في السياسة بين اليسار السياسي واليمين السياسي، وفي المجتمعات الديمقراطية والأوتوقراطية والاستبدادية، وفي أوقات الرخاء والتدهور الاقتصادي، وبين صفوة المتعلمين والفقراء الأميين. كما نشأت في ظل ما نسميه اليوم "العولمة" وكذلك في مجتمعات أكثر عزلةً قد يوجد أو لا يوجد بها الوطن اليهودي، وبتعبير أدق قد يعيش أو لا يعيش عليها يهود. والآن لا يتضح لنا إلى أي مدى يمكن أن تساعدنا هذه الحقائق التي تدل على استمرارية الظاهرة وتعدد أشكالها في الوقوف على أبعادها المعقدة بالكامل، غير أنه يتضح لنا أن وصف هذه الظاهرة بأنها "علاقة الكراهية الأطول" - كما ذهب البعض - ليست مبالغةً على الإطلاق. واليوم يدور الكثير من الجدل العام وفي أوساط المفكرين حول أسئلة مثل: هل نزعة معاداة السامية المتنامية اليوم شيء جديد بالفعل؟ وإلى أي مدى يمكن مقارنتها بمعاداة السامية التي مثلتها المحرقة (الهولوكوست)؟ كيف ترتبط معاداة السامية بكل من معاداة الصهيونية ومناهضة الأمركة؟ والسؤال الآخر الذي يمكننا أن نطرحه: ما جدوى كل هذه الأسئلة وهذا النهج النظري؟ فدعونا الآن نجرب نهجاً عملياً ونحدد بشكل واضح كيف يمكن معالجة هذا القضية. ومن هنا، يسعدنا كثيرا أن يكون معنا السيد أكبر أحمد الذي سيتناول كل جوانب هذه القضية. السيد أحمد هو رئيس مركز ابن خلدون للدراسات الإسلامية في الجامعة الأمريكية، إحدى الهيئات البارزة في الإسلام المعاصر، وقد عاد لتوه من رحلة في بلدان العالم الإسلامي؛ حيث تحدث خلالها بالجامعات والمساجد والمدارس، وعقد أثناء رحلته مقابلةَ مع الرئيس الباكستاني مشرف والعديد من رجال الدين والعلماء. وقد قام بهذه الجولة نيابةً عن معهد Brookings Institution (بروكينجز) للأبحاث، ومنتدى (Pew بيو) للدين والحياة العامة، والجامعة الأمريكية. لذلك، فهو بالفعل الشخص المناسب لمعالجة هذه القضايا.

ولنعرفكم الآن بالإطار العام لحوار الليلة. بدايةً سيلقي الدكتور أحمد كلمةً موجزةً، ثم يشرفنا أن يكون معنا مرةً أخرى صديقةً عزيزة، وأعني السيدة أندريا كوبل - وهي شخصية معروفة لدى الكثيرين منكم - والتي ستقوم بمناقشة مع الدكتور أحمد لفترة من الوقت. وأعتقد أنها معروفة لدى مشاهدي شبكة CNN كمراسلة الكونجرس وقد عملت من قبل كمراسلة وزارة الخارجية لدى شبكة CNN. كما أننا نعرفها جيدًا لأنها ترأست برنامجًا رائعًا هنا عندما قدمنا فيلم Hotel Rwanda (فندق رواندا) لأول مرة.

1. دروس حول المحرقة دكتور أكبر أحمد:

تمثل المحرقة - من وجهة نظري - مأساةً غير مسبوقة على مستويات عدة: المستوى الإنساني والمستوى الأخلاقي ثم على مستوى فشل الدولة الحديثة في حماية الأقليات على أراضيها. وهذا الفشل يلفت انتباهنا اليوم إلى عدة دروس، فما زالت أقليات كثيرة بالعديد من الدول تعاني من تسلط الأغلبية المصممة على استخدام الإجراءات القمعية التي ينشأ على آثارها ظروف عصيبة للأقليات المتعايشة معها. ويجب أن يدرك كل واحد منا أن الأقلية في مكان ما بالعالم قد تكون هي الأغلبية في موضع آخر. ومن هنا، أصبحنا بحاجة ماسة لنعي بالحقوق التي يجب أن يحصل عليها الفرد ليس كتفضل من شخص آخر، وإنما كجزء من ميثاق الحياة في مجتمع متمدن. وإن لم نتوصل إلى هذا الإدراك – إذا لم يصل الفرد إلى طريقةٍ لذلك - فسنواجه فترات خطيرةً وغامضةً وأوقات عنف عصيبة في القرن الحادي والعشرين.

2. أسباب النمو الحاصل في الأصولية الإسلامية المتطرفة أندريا كوبل، مراسلة شبكة CNN:

كان لي معك حوار هاتفي عبرت فيه عن شعورك بالصدمة الشديدة إزاء الشعبية الجارفة التي أصبح يتمتع بها أسامة بن لادن.

دكتور أحمد: نعم، قبل أن نبدأ الرحلة، اعتدنا أن نناقش القدوة والرموز الهامة في العالم الإسلامي. وقد كان قدوتي بالطبع، السيد جناح. لقد ترعرعت وفي مخيلتي تلك الصورة الرائعة للدولة المسلمة الحديثة وهي الصورة التي تعود إلى السيد جناح. وخلال الرحلة تبين لنا أن هذا النموذج يواجه الكثير من الصعوبات. بل هو في الواقع في مأزقٍ شديد. تواجه الرؤية الخاصة بالتعاليم الإنسانية المتحررة الحديثة صعوبات جمة. وهو ما ينسحب أيضا على نماذج بديلة مثل التصوف. بينما الإسلام الحرفي التقليدي آخذ في التنامي. لماذا؟ لأن هناك علاقة بين هذه النماذج الثلاثة. إن هناك صراعًا داخل الاسلام وقد كان هذا الصراع مستمرًا منذ فترة طويلة قبل أحداث 11 سبتمبر. بينما أدت أحداث هذا اليوم إلى تعقيد الأمور، إذ أن مهاجمة الولايات المتحدة للإسلام عبر وسائل الإعلام، أو اعتبارها كذلك، كان له أثره في إضعاف الموقف الصوفي الذي يتحدث عن الحب والتعاطف. ولنفكر في هذا الأمر. لقد كنت أتحدث مثلا عن الرومي. قصيدة الرومي: "ليس لي سوى معبد واحد.. مسجد أو كنيسة.. أو بيت أصنام. ووجهك الكريم فيه غاية نعمتي فلا تنأ عني." لقد كتب الرومي هذا الشعر، كما ينبغي لكل المسيحيين قراءة قصائده عن السيد المسيح. إنها قصائد تفيض بالعاطفة التي قد يستحضرها أي مسيحي حينما يفكر في السيد المسيح وفي حبه له. ولا ننسى أنه الرومي، الشاعر المسلم. ورغم ذلك، عند استشهادي بأقواله أجد من يقول "لما تستشهد بشعر الرومي، وما علاقة شعره بهذا الأمر. لقد أصبحنا نتعرض للقتل هنا. ونتعرض للقتل هناك. ولا تكف عنا الهجمات. وهذا نبينا يُلقى بالسهام. إننا بحاجة إلى مقاتلين. وما أحوجنا إلى وقفة رجل يرد على هذه الاعتداءات" وبالتالي تتعرض الرؤية الصوفية لمزيد من التهميش. أما الشخص التقدمي فهو أشبه بالخائن، العم توم، أو ما شئت أن تسميه غير أن ذلك يحدث لفشل النموذج الذي يقدمه. لقد غرقت الرؤية التقدمية في بحر أنظمة ديمقراطية فاسدة وأنظمة بيروقراطية قاصرة. هذا ما يتعلق بالنموذج الثاني. لم يتبق إلا النموذج الثالث الذي كنا نعتقد في مرحلة الصِبا أن مصيره التهميش وأنه سيظل مهشماً، بينما أصبح الآن بمثابة المرحلة المركزية.

3. جاذبية أسامة بن لادن دكتور أحمد:

كانت سارة تحدثني أثناء تناول الغداء عن ألمانيا والمحرقة. إن النظرة الآن إلى صور فيلم المحرقة وكثير من الألمان في فترة الثلاثينيات والأربعينيات، يمكنك أن تلاحظ مئات الآلاف من الأفراد الذين يهتفون فرحةً وكأن هتلر قد تحول إلى نجم غنائي وتدرك حينئذٍ أنهم يرون في هتلر المُخلص وأنه الرجل الذي سيأخذ بيدهم إلى المستقبل. وهذه الرؤية يعتنقها مئات الآلاف من الأفراد. لذلك إذا كان باستطاعة أسامة بن لادن استغلال وتوجيه هذه الكراهية داخل المجتمع باتجاه معين، فلا شك أنه يفعل ذلك لأسباب قائمة بالفعل. إذا استطعنا أن نعي هذه الحقيقة وأن نتعامل مع تلك المشكلة ونسعى لحلها، فستختفي مشاعر الكراهية هذه تمامًا.

كوبل: لكن لماذا لا تقوم وسائل الإعلام في العالم العربي، وربما أنها تقوم بذلك، بكتابة مثل هذه القصص الإخبارية والحديث عنها؟

دكتور أحمد: أندريا، إنكم تتمتعون بحرية إعلامية. ولا تفعلون ذلك، فكيف تنتظرين من الإعلام العربي أن يفعل؟ إنه لا يتمتع بالحرية على الإطلاق.

4. القوة العظمى والإمبراطورية ومناهضة الأمركة دكتور أحمد:

إن الولايات المتحدة الأمريكية، أندريا، أشبه بعملاق. وهي اليوم القوة العظمى الوحيدة في العالم. يجب أن نتذكر دائمًا سيكولوجية العالم من حولنا، سواءً علينا أقنِعنا بها أم بغضناها. وأعلم أن الأمريكيين يندهشون لذلك كثيرًا في بعض الأحيان "إننا لسنا شعبًا استعماريًا، ولا نريد إلا أن يتركنا الجميع وشأننا الخاص." اليوم أشبه ببريطانيا منذ مائة عام مضت. لقد كانت "الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس." فكلما وقع حادث في طهران أو كابول أو دلهي، ذهب الناس بأنه من تدبير بريطانيا. وكان البريطانيون وهم أكثر براعة إلى حد ما من الناحية الدبلوماسية - ولن أخوض في أي مقارنات أخرى- لا يعترضون هذه الإشاعات على اعتبار أنه إذا كان الناس يرون في بريطانيا هذه القدرة المطلقة فليس هذا بأمر سيئ في كل الأحوال. فربما تكون بريطانيا مسئولةً أو غير مسئولة عن هذا الحادث، لكن ذلك أدى إلى خلق أسطورة الإمبراطورية البريطانية حول العالم. والآن، جاءت الولايات المتحدة لتحل محل بريطانيا التي صارع العالم من أجلها لما يصل إلى قرن. فما أشبه هذا الموقف. الولايات المتحدة اليوم هي القوة العظمى.

5. ما أسباب نمو معاداة السامية في العالم الإسلامي؟ كوبل:

هل تتوقف مناهضة الأمركة إذا غيرت الولايات المتحدة سياستها تجاه إسرائيل، ولو كان الأمر كذلك أليست معاداة السامية هي جذر المشكلة؟

دكتور أحمد: نعم ولا. إن تغير السياسة الأمريكية وتحولها لتصبح أكثر إنصافًا كما يرى العالم الإسلامي، سيكون له بلا شك الأثر في تخفيف حدة الأمور. لكن الأمر من وجهة نظر العالم الإسلامي أكثر تعقيدًا من مجرد قضية إسرائيل. فهناك مشاكل عديدة. منها مثلاً نقص التعليم. والمعلومات ووسائل الإعلام التي تحدثنا عنها. والفجوات القائمة بين الأغنياء والفقراء. فإذا ذهبنا إلى المدن، شاهدنا المنازل الضخمة والأفراد الذين يتنعمون في الثروات الطائلة وهناك أيضًا القرى المُعدمة. ونتلمس مشاعر اليأس في أماكن أخرى، وتردد السؤال "ما الذي يخفيه المستقبل لنا؟. لماذا يجب علينا هذا الاهتمام الشديد؟" تلك هي القضايا الأكبر بكثير. لذلك نقول نعم، إن إسرائيل هي جزء من المشكلة المعقدة بشدة ونأمل جميعًا أن يتم حل هذا الجزء لكن إسرائيل ليس لها علاقة مباشرة بالمشاكل الموجودة في إندونيسيا أو جنوب آسيا. ربما يستخدم بعض المسلمين إسرائيل كنوع من التبرير أو الدعم الذهني، لكنها ليست إلا إحدى المشاكل فقط.

6. "الإحساس بالذات" لدى المسلمين ومعاداة السامية دكتور أحمد:

إني آمل، وهذا حلمي الكبير، أن يُعيد العالم الإسلامي – بطريقة ما - اكتشاف إحساسه بالذات. لقد كان الإسلام حضارة عظيمة أفادت الحضارات الأخرى في إسبانيا وأجزاء أخرى من العالم على سبيل المثال، وقامت حضارة الإسلام على عقيدة السلام والتعاطف والقبول. وليس هناك مجتمع حاز الكمال. ففي حياة المجتمعات فترات ازدهار وانحلال، لكنها تحقق النجاح في بعض الأوقات والفترات المحددة. وكان ذلك منذ ألف عام مضى. لقد أفادت البشرية بما قدمته في مجال العمارة والفكر والآراء. لقد وصل الإسلام منذ ألف عام إلى ريادة كل المعارف. ولولا دخول المسلمين إسبانيا ما عرفت أوروبا عصر النهضة، وما تمكن توماس جيفرسون، من قراءة مؤلفات الفلاسفة اليونانيين الكِبار.1 لقد تمت ترجمة أعمال كل الفلاسفة اليونانيين أمثال أرسطو وأفلاطون إلى العربية أولاً ثم إلى اللاتينية ثم الفرنسية فالإنجليزية وهكذا. وقد استمر ذلك قرنين أو ثلاثة من الزمان، لكنها كانت العملية الواقعة بالفعل. لذلك علينا أن نعي الماضي الموجود دائمًا. ويجب أن نساعد المسلمين على إعادة اكتشاف ماضيهم ليعودوا للمساهمة في المجتمع العالمي للدول. وإذا حدث ذلك، فستتضاءل معاداة السامية بشكل تلقائي.

7. كيف نبني جسور التفاهم بين الحضارات كوبل: هل هناك ما يمكن عمله – لأن ما سمعتك تقوله هو أننا علينا القيام بأشياء على وجه السرعة؟ ليس أمامنا الكثير من الوقت.

دكتور أحمد: الآن، نعم، نعم.

كوبل: ليس أمامنا الكثير من الوقت.

دكتور أحمد: نعم، هذا صحيح.

كوبل: إذن ما الذي يمكننا عمله على المدى القصير؟

دكتور أحمد: على المدى القصير، أندريا، يمكنكم القيام بما قمنا به نحن، وأعني بذلك تكوين مجموعات شرعية. ونحن لا نريد أن نعرض الأفراد لمخاطر. ولا ينبغي التقليل من شأن هذه المخاطر. إنه موقف مُتفجر للغاية. لكن التغلب على ذلك يحتاج إلى تشكيل فرق ودعمها وإرسالها إلى العالم الخارجي من حولنا. إن أفضل من يتحدث باسم الولايات المتحدة هو هذا الجيل الصاعد فيها. وأنا أُدرس هذا الجيل في الجامعات. وإني لألمح الآن بعضهم بين أفراد الجمهور الحاضر. إنني أحاضرهم في الجامعات وهم طلاب ممتازون. فهؤلاء هم الطلاب الذين سيصبحون قادة مستقبل هذه الدولة. وعلينا المسارعة بإشراكهم. فلا ينبغي أن يخدعنا الكبرياء وندعي أن لدينا كل الإجابات الكافية. فربما لديهم ما يساعدونا به. إنهم يتمتعون بروح الشباب والرؤية المثالية. وبإمكاننا استخدام كل ذلك لنقل هذه الطاقة الهائلة إلى أُطر تبادل الأفكار والتحاور والزيارات على الجانبين.

ادعوا الشباب من العالم الإسلامي إلى زيارتنا هنا. أعلم أننا نتخذ بعض المبادرات من هذا القبيل في الجامعة الأمريكية، غير أن ذلك يجب أن يتكرر باستمرار وبشكل أكبر. ولتشترك وسائل الإعلام في ذلك أيضًا ولتستمع إلى مثل هذه الأنشطة وسيبدأ الرأي العام في التحول عما قريب. إنكم لا تتعاملون، أندريا، مع مجموعات من المصابين بالاضطراب العقلي، كما تصور بعض وسائل الإعلام المسلمين أحيانًا بشكل يُؤسف له. إنكم تتعاملون مع أناس لديهم من الوعي والعقلانية والحساسية، رغم ما قد يبدر من أمور سخيفة أحيانًا من لدن البعض منهم. إنه أمر وارد في كل حضارة. لكن الغالبية دائمًا هم أناس يفضلون الحياة الطبيعية الهادئة. بيد أنهم بحاجة إلى التواصل معهم. وهم يفتقدون لجسور هذا التواصل. ولا بد من تشييد هذه الجسور معهم.