Start of Main Content

مايك جودوين

لاحظ مايك جودوين، أحد أوائل متبني ثقافة الكمبيوتر، في مناقشات أجريت عبر الإنترنت الكثير من المقارنات السطحية حول هتلر والنازيين. وردًا على ذلك، صاغ قانون جودوين، وهو قول مأثور حديث يهدف إلى تعزيز حوار أكثر عقلانية وأكثر عمقًا في التفكير.

نسخة كاملة مكتوبة

مايك جودوين: اعتقدت أننا إذا واصلنا إجراء مقارنات واهية بالنازيين أو هتلر أو محرقة الهولوكوست، فإننا بطريقة أو بأخرى نحاول إخفاء كيف كانت تلك الفترة مؤلمة روحيًا لكل الحضارة الغربية، بل وربما للحضارة كلها بصفة عامة.

أليسا فيشمان: مايك جودوين هو محام ومؤلف، وقد عمل مستشارًا عامًا لمؤسسة "الحدود الإلكترونية" (Electronic Frontier Foundation) ومؤسسة ويكيميديا (Wikimedia Foundation). وقد لاحظ مايك جودوين، أحد أوائل متبني ثقافة الكمبيوتر، في مناقشات أجريت عبر الإنترنت الكثير من المقارنات السطحية حول هتلر والنازيين. وردًا على ذلك، صاغ قانون جودوين، وهو قول مأثور حديث يهدف إلى تعزيز حوار أكثر عقلانية وأكثر عمقًا في التفكير.

مرحبًا بكم في "آراء حول معاداة السامية"، وهي حلقات بودكاست (نشرات صوتية يتم بثها عبر الإنترنت) مأخوذة من المتحف التذكاري للهولوكوست في الولايات المتحدة، وقد أصبحت متوفرة بفضل الدعم السخي الذي تقدمه "مؤسسة إليزابيث وأوليفر ستانتون". معكم أليسا فيشمان. إننا نقوم مرة كل شهر بدعوة ضيف للتحدث حول الطرق العديدة التي تؤثر بها معاداة السامية والكراهية على عالمنا اليوم. ومن منزله في أوكلاند بولاية كاليفورنيا، معكم مايك جودوين.

مايك جودوين: قانون جودوين هو قانون - أو يمكن القول إنه في حقيقة ليس قانونًا واقعيًا، ولكنه يعد فكرة أو عادة اجتماعية أو نوعًا من الأفكار السارية - حاولت تأليفه في حوالي عام 1990. وفيما يلي نص هذا القانون: "نظرًا لتواصل المناقشات عبر الإنترنت، فإن احتمالية الرجوع أو المقارنة بهتلر أو النازيين تثير اهتمام المرء." وهو ما أعني به أن المناقشات المحتدمة تميل إلى الاستمرار بطرق يمكن التنبؤ بها، وبشكل يصحبه تصعيد في لغة الخطاب، بحيث حينما ترغب في أن تطلق على شخص ما أسوأ نعت له، فإنه يمكنك أن تقول عليه "إنه مثل هتلر" أو "أنه مثل النازيين" أو "هذا يشبه محرقة الهولوكوست."

وعندما كنت أشاهد هذا يحدث في بداية ظهور اتجاه التثقيف عبر الإنترنت في فترة الثمانينيات من القرن الماضي، وجدت أن هذا الأمر مزعج للغاية. ولكنني لم أرغب في قول شيء يبدو جديًا لدرجة كبيرة مثل: "يجب عليك ألا تعقد هذه المقارنة"، لأن هذا لن يكون له تأثير على الإطلاق. فما أردت فعله هو أن أجعل الناس يفكرون على نحو أعمق وبطريقة أكثر عقلانية. وسألت نفسي "ماذا يمكنني أن أفعل؟" وكما تعلمون، تتمثل صعوبة تعامل شخص بمفرده مع أي ثقافة إعلامية فيما يلي: كيف تستطيع كشخص بمفردك أن يكون لك تأثير؟ وقلت لنفسي، حسنًا، بدلاً من محاولة فعل ذلك عن طريق الاستخدام التام والمباشر للطاقة، يمكنك محاولة أن تكون محفزًا بدلاً من ذلك. ولذا، فقد قمت بنشر فكرة قانون جودوين في مختلف المنتديات على شبكة الإنترنت، وبعد فترة من الوقت لاحظت أشخاصًا يتناقلونها ويستشهدون بها. وبالرغم من أنني قمت في الأصل بصياغتها لتطابق ثقافة الإنترنت، فهي تنطبق بوضوح على الثقافة الإعلامية التقليدية أيضًا.

ويمكنكم أن تعلموا أنني عندما كنت صغيرًا، كنت أسمع أناسًا تتم مقارنتهم بالملك أتيلا الهوني. ولكنها في الحقيقة أصبحت مجرد عبارة مجازية الآن. وبوضوح، فلم يعد الآن على قيد الحياة من يتذكر أتيلا الهوني، فضلاً عن أن القليل جدًا من الناس نجدهم يغوصون في أعماق التاريخ حتى يتسنى لهم تقديم فكرة عن شخصية أتيلا الهوني، وسبب احتواء تلك المقارنة على أية معانٍ محددة أو عدم احتوائها على تلك المعاني. وهذه الفترة كانت فترة تاريخية مختلفة تمامًا. ولكن حاليًا في العصر الحديث، نوهم أنفسنا أننا قد بلغنا من التحضر درجة عالية جدًا. ومع ذلك، وفي ظل وجود ذاكرة مازالت حية، فإننا نتذكر هذه الفترة التاريخية حيث كان الناس يتصرفون بطريقة أسوأ. ولم أرغب بالضرورة في تعزيز استثنائية المحرقة، ولكني أريد بالفعل أن يدرك الناس خطورة المقارنات التي كانوا يجرونها.

أعتقد أن أحد الأشياء التي تحدث، عند ابتكار فكرة بها قدر معين من الشد والجذب، يكمن في أنها تخرج عن السيطرة. وأنا أعتقد أن هذا ما حدث فعلاً مع قانون جودوين. ولكن هل كان مؤثرًا؟ نعم، أعتقد أنه كان كذلك. أعتقد أن الحقيقة التي تظهر بوضوح في الغالب في المناقشات تكمن فيما إذا كانت المقارنة مناسبة أم لا، على سبيل المثال، المقارنة بين صدام حسين وهتلر، أو المقارنة بين جورج دبليو بوش وهتلر، وذلك فيما يتعلق بهذا الأمر. لقد رأيت لافتات في احتجاجات تتعلق بالرئيس الأمريكي أوباما تتضمن صورًا لشارب طويل، وهو ما يظهر بالنسبة لي نوعًا ملحوظًا من التشويش والخلط التاريخي من جانب الأشخاص الذين يحملون هذه اللافتات. هل نجح الأمر بالفعل؟ حسنًا، لم يمنع هذا القانون حدوث المقارنات. ولكني أعتقد أنه يزود الأشخاص بطريقة لإدراك المقارنات الخادعة عند حدوثها بالفعل، وهو ما يتيح لهم وصفها بأنها زائدة عن الحد ومبالغ فيها، ومن ثم رفضها بطريقة مناسبة.

وكما تعلمون، سيدافع الناس عن استخدامهم لمقارناتهم النازية. وسيقولون كلامًا على شاكلة: "حسنًا، إنني أعبر عن قدر معين من الشدة العاطفية هنا أو أن هذا رد فعل انفعالي على ما تقوله." ولعلمك، فإنني أعتقد أن اللغة مرنة جدًا. وأعتقد أنه يمكنك أن تفعل ذلك بدون تحويل التاريخ إلى نوع من الصورة الكاريكاتورية أو إلى أداة بلاغية متكلفة.

بالرغم من أن البشر كانوا غير إنسانيين وبذيئين وضارين لبعضهم البعض منذ زمن سحيق، فإن المزج بين المحاولة المتعمدة للتجريد من الصفات الإنسانية لطبقات كاملة من الناس واستخدام التكنولوجيا لإقصائهم، أو لمحاولة إقصائهم، كان شيئًا مختلفًا اختلافًا جوهريًا؛ ونحن بحاجة إلى أن نقر بذلك. وباعتبارنا أنواعًا واعية ذاتيًا تحاول توجيه قدرها، فعلينا أن نكون على وعي بأننا قد نخطئ وأننا قد أوجدنا هذا الاحتمال لنتصرف جيدًا - ليس فقط حيال الخوف المادي المفزع، وهو كذلك بالتأكيد - ولكن أيضًا حيال الخوف الأخلاقي والروحي الكبير لأنفسنا.