Start of Main Content

الأهرام ٥ يناير ١٩٤٥

العالم يشهد فظائع النازية

نسخة كاملة مكتوبة

فظائع الالمان في فرنسا

لجنة التحقيق الفرنسية والجرائم التي تكتشفها

الوثائق الرسمية عن معمل الموت

لندن في ٤ – لمراسل الاهرام الخاص— كتب المراسل الخاص لجريدة "الديلى ميل" في باريس يقول ان لجنة التحقيق الفرنسية كشفت عن قصة "معمل الموت" في معسكر سترونهوف قرب ستراسبورج حيث كان يحقن المعتقلون من الرجال والنساء بجراثيم الامراض القاتلة كما تحقن الخنازير الهندية فكانوا يموتون جملة لفرض البحث التشريحي

وقد سمح للمراسل بفحص الملف الرسمي الذى يحتوي البيانات من الاشخاص الذين تنسب اليهم هذه الفظائع والتى سيوضع على اساسها التقرير الذى سيقدم الى لجنة تحقيق جرائم الحرب

وكان من الادلة الرئيسية الامر الصادر بتسليم ٨٦ جثة لرجال ونساء كانوا اقوياء البنية الى معهد التشريح فى ستراسبورج لكى يجرى عليها الاستاذ اوجست هبرت العالم النازي ابحاثة عن الوراثة.

كيف كانوا يقتلون الضحايا

وقد وقع معسكر ستروتهوف في ايدي الحلفاء وهو مؤسسة كبيرة كاملة فيها غرفة للغاز وغرف محرقة للتخلص من الجثث وقد قيل ان عشرين الفا معظمهم من اليهود والباقون روسيون وتشيكيون وبولنديون وفرنسيون لقوا حتفهم هناك سواء رميا بالرصاص او خنقا بالغاز او شنقا او حقنا بجراثيم الامراض ام بالعمل الشاق او بسبب سوء التغذية.

ويوجد بيانات مؤلمة عن وقائع ثابتة تؤيدها ثلاثة مستندات فى الملف فالمستند الاول عبارة عن تقرير رسمي لرئيس لجنة التحقيق الفرنسية جاء فيه "انه على اثر العثور علي ٨٦ جثة محفوظة في الكحول في قبو معهد التشريح بستراسبوج طلب الى اللجنة الفرنسية لتحقيق جرائم الحرب اجراء تحقيق في الامر وقد ظهر ان الالمان في عام ١٩٤٠ عند احتلالهم اقليم الالراس ارسلوا الى استراسبوج عددا من الاطباء كانوا رسلا خصوصيين لنظام الحكم النازى واصبح الاستاذ الدكتور هبرت رئيسا لمعهد التشريح في ستراسبورج وقد كان قائدا اعلي لقوات الهجوم النازية وكانت مهمته في ستراسبورج ذات طابع خاص اذ كان المفترض منها ابراز النظرية القائلة بان قوات الهجوم النازية نقية الدم واثبات هذهالنظرية بادلة علمية لاتقبل الجدل

بمين الولاء لهملر

"وقد جعل هبرت جميع الذين يعملون معه يقسمون بيمين الولاء لهملر رئيس قوات الهجوم النازية وكان يتناول مرتبا خاصا شهريا من اعتمادات قيادة قوات الهجوم النازية مباشرة

وقد استحضر معه مساعده في التشريح اوتو بونج لما له من مؤهلات فنية كما انه كان يعمل التعاون مع الاستاذ بيكنبوح

اعمال جماعة من اطباء النازي

"وتعد هذه الجماعة من الاطباء مشتركة في اعمال توصف بانها من جرائم الحرب وكان الدكتور هبرت على اتصال مباشر بقائد قوات الهجوم النازية في المعسكر وكان يشكو له دائما من قلة ما يوضع تحت تصرفه من الجثث البشرية لاعمال البحث وكثيرا ما كانت يرسل احد الاطباء الى المعسكر لحقن الضحايا بجارثيم الطاعون او الجذام او غيرها من الامراض القاتلة

وبعد موت من حقن من المعتقلين كان الدكتور يعود الى المعسكر ليزيل بعض الاعضاء قبل حرق الجثة وقد تسلم اوتو ونج نفسه ٨٦ جثة في شهر اغسطس سنة١٩٤٣ وهى لاتزال موجوده حتى اليوم في معهد التشريح وكان للدكتور بيونج معمل كبير للابحاث وهو يعلن صراحة ان هذه الجثث الست والثمانين قد نامت نومتها الاخيرة وهو لايعلم كيف تم ذلك ولكن لم يكن هناك شك في ان الموت لم يكن طبيعيا 

 يستعرض المقال بعض الجرائم النازية المروعة التي اكتشفتها لجنة التحقيق الفرنسية، وتفاصيل قضية "معمل الموت" النازي حيث تم اجراء التجارب علي المعتقلين من الرجال والنساء